نحن شعب يملك كمّاً هائلاً من الاشتياق ويتدفق الحنان على بوابات الاستقبال في مطار الملكة علياء الدولي.
اول امس كنت في استقبال صديق، وبجانبي عائلة تنتظر (فطوم)، بصراحة (فطوم) قادمة من عاصمة عربية.. وزمن الرحلة لا يزيد عن ساعتين، ولكن الغريب ان معظم افراد العائلة جاءوا لاستقبال (فطوم)، وكان من بينهم مجموعة من الاطفال، اظن انهم اشقياء قليلاً.. وايضا سيدة طاعنة في السن، جلست على الارض ومن قبيل اظهار رقي العائلة، واحترامها لذاتها طلبت الاناث من هذه السيدة الوقوف لأن هذا المنظر ''مخجل''... فوقفت، وجلست على حقيبة لاحد القادمين.
لحظات وجاءت (فطوم)، الغريب أن امتعة فطوم تحتوي على (كرتونة سيرف الجبار).. ومعها شنطة ذات لون بني مربوطة بحبال تؤكد على انه لا فرق بين الرحلة في طائرة او الرحلة في بكم، والاهم من ذلك ان (فطوم) تشبه الى حد بعيد احدى المتسابقات في برنامج الرابح الاكبر.. بمعنى ان وزنها يفوق حاجز (100) كيلو.. وهذا يدفعني للسؤال أي مقعد في الطائرة اتسع (لام الفطاطيم).
احدى خالات فطوم - من نفس الوزن طبعاً - هجمت للتعبير عن الاشتياق، وحين ضمت فطوم انفرط (الجلباب) الذي ترتديه من زاوية الابط.. نتيجة الحنو الزائد، طبعا لم تعر الامر اهتماما بحكم ان الاشتياق يغطي على العورة.
المشكلة ان احد فتية العائلة البالغين نظر إليّ باستهجان وانا اراقب مشهد ''فطوم''.. تحت باب الغيرة والدفاع عن الشرف.. فقمت بغض البصر على الفور، ناهيك عن قيام شباب العائلة - يحرسها الله - بتشكيل حلقة حول فطوم والسلام عليها وهذا الأمر ادى الى قيام فطوم بتفتيش جيوبها لتكتشف انها ضيعت ''جواز السفر''.. فيما بعد تبين ان الجواز موجود في مكان تحفظ فيه النقود في الغالب..
اقسم ان عدد مستقبلي فطوم كان (42) فردا على أقل تقدير بمصاحبة (3) بكمات و(11) سيارة خردة.
... هناك صور بشعة ورديئة، في مطارنا الدولي والسبب هو غياب الرقابة.. فالذي يشعل سيجارة ويدوسها على الارض بعد ان ينهي.. يعطي منظراً غاية في القبح للزائرين الجدد.. ناهيك عن ان أي شخص يستطيع الدخول الى بوابة القادمين.. ويستطيع ان يمضي ليلته في المطار.. والاغرب ان الارض غير نظيفة فمن الطبيعي ان تشاهد ميكانيكياً في زي العمل يكسدر في ارض المطار منتظراً اخته (فتحية) القادمة من عاصمة عربية.
... لا يوجد رقابة ابداً، نحن المطار الوحيد الذي يستطيع دخوله أي كان..
.. في النهاية جاءت فطوم.. ونحن كان علينا ان نشترك في استقبال (فطوم) .. ونتحمل ازعاج عائلة فطوم، وقد تبين لي ان فطوم غابت (4) ايام فقط لقد ذهبت في دورة الى عاصمة عربية واحضرت معها كرتونة سيرف كهدية.
على كل حال اهلاً وسهلاً (فطوم)..
[email protected]