تخريب مشروع الدولة بأيد فلسطينية!!
.. ما كنا قلناه يوم السبت عن الهدف الحقيقي من حصار اسرائيل لغزة، ودفع الناس هناك الى اقتحام حدودها مع مصر.. يتضح الان اكثر فأكثر.. فالهدف الحقيقي هو:.
- القاء مسؤوليات الاحتلال على مصر!!.
- فصل القطاع عن الضفة من الناحية العملية.
- فصل القطاع عن مشروع الدولة الفلسطينية!!.
التعصب التنظيمي لقوى الصراع العبثي الفلسطيني، يحرم الجميع من الرؤية الواعية للخطر القاتل الذي تقع فيه القضية الفلسطينية. فهناك رهان غير معقول على اسرائيل وطيبة قلب اولمرت من جهة، وهناك رهان غبي على ايران وشعارات محو اسرائيل عن الخارطة من جهة اخرى!!.
واذا فهمنا ما يجري الان كما هو فإن الغاية هي:.
- اولاً، بالنسبة لاسرائيل فكفكة الدولة الفلسطينية بابقائها ضمن دائرة الضفة، وشطب نهر الاردن والبحر الميت منها باعتبارهما حداً امنياً. وتسوية اوضاع المستوطنات بتبادل اراض، او بالسماح للفلسطينيين بالسيطرة على اراض.. ابرزها صحراء الخليل الممتدة من جبل الخليل الى البحر الميت.. وهذه منطقة واسعة كان شارون قد تنبه اليها، فاعلنها محمية طبيعية.
- ثانيا بالنسبة لايران، فإن الغاية هي خلق امارة اسلامية في غزة. على غرار امارة الانبار.. وعلى غرار امارة العبسي في نهر البارد وشمال لبنان، وامارة حزب الله في الجنوب. فهذه البؤر التي يؤمن قادتها بالدين أو بالمذهب دون الوطن. هي بؤر لا تكلف ايران سوى بضعة ملايين، ورفع شعارات معادية لاميركا.. وكأن العالم مؤلف من ايران واميركا فقط. ومن يرصد خطابات حسن نصر الله يلاحظ انه لا يخفي تموله من مال ايران ''الحلال'' وانه يعمل من خلال ولاية الفقيه ومرجعية قم، وليس من حسابات لبنانية. وهو بذلك يرد بأن الاكثرية البرلمانية تأتمر بأمر اميركا وفرنسا.. ويبقى ان نفاضل بين العمالة لأميركا وفرنسا واسرائيل وبين العمالة لايران!!.
- المشكل ان وضع مسؤوليات الاحتلال الاسرائيلي لغزة في حضن مصر، لا يعني منع تهويد غزة، او اعطاء مصر ورقة رابحة في الصراع.. فأمارة اسلامية في خاصرة مصر.. مع سكان سيناء والاخوان المسلمين هي ضربات في عمق النظام السياسي المصري.. الذي ما يزال رغم غياب اشتراكية جمال عبدالناصر نظاماً مدنياً مهدداً بالمد الديني، وبالمد العلماني الذي ترعاه، بكل غباء، الولايات المتحدة الاميركية.
والمشكل هو ان وضع قطاع غزة في حضن مصر ليس مصلحة حماسية. فحماس تبقى بالتعريف الاميركي والاوروبي والروسي والصيني هي منظمة ارهابية.. ومصر لا تحتمل مبدأ الصدام مع هذه القوى الدولية باحتضانها لقطاع غزة.. او عملياً لحماس!!.
كنا وما زلنا ننبه الى اهمية لملمة الوضع الفلسطيني. فدعوة عباس لتسلم المعابر في قطاع غزة هي عملية انقاذ ما يمكن انقاذه من صلات غزة بمشروع الدولة الفلسطينية، في حين ان كلام غزة عن استعدادها لدخول مفاوضات مع مصر على قضية المعابر، هي اصرار على اولوية التنظيم الحزبي على مصالح الوطن، واصرار على مأزق ''الامارة الاسلامية'' الذي يكرّس الحصار على غزة من الاطراف المحاددة!!.
على الفلسطينيين ان يكونوا فلسطينيين اكثر. وفلسطين اولاً!.
طارق مصاروة
|