عمان - ناجح حسن - عرضت مساء اول من امس في المركز الثقافي الملكي ثلاثة افلام من نوعية الرسوم المتحركة المتوسطة والطويلة، و ذلك بمناسبة زيارة المخرج الياباني ماكوتو شينكاي المتمرس بهذا النوع من الافلام والذي يزور الاردن حاليا بدعوة من الهيئة الملكية الاردنية للافلام والسفارة اليابانية بغية الاشراف على دورة تدريبية في مجال صناعة افلام الرسوم المتحركة يشارك فيها مجموعة من الشباب الاردني الراغب بممارسة هذا الحقل الابداعي .
كما جرى مساء امس اقامة اليوم الثاني من عروض افلام الرسوم المتحركة للمخرج الضيف الذي تلقى اعماله بشكل دائم اهتمام النقاد والمهتمين فضلا عن استحواذ افلامه على جوائز رفيعة ومتقدمة من مهرجانات السينما المتخصصة بافلام الرسوم المتحركة /الانيمشن / في ارجاء العالم .
ومن بين الافلام التي وقع عليها الاختيار للعرض والتي حملت توقيع المخرج تشينكاي كانت اعمال مثل : خمسة سنتمترات في الثانية .. أصوات النجوم البعيدة .. و المكان الذي وعدنا به في ايامنا تلك .. مكنت هذه الاحتفالية السينمائية من العروض الكثير من الحضور الذي ضاقت به صالة العرض من متابعة عينة من الاساليب الجمالية في مجال صناعة الافلام وقدرتها على التواصل مع ثقافات الاخرين نتيجة الى تلك المواضيع الحميمة المصاحبة لشروط فنية مبتكرة على صعيد الاحاطة بالخطوط والالوان وتوزيع الظلال والنور الى جوار تلك الموسيقى والاصوات الغنائية التي تندفع الى وجدان المتلقي باحساس مجبول بالقدرة على التحكم بالتقنية الكومبيوترية ضمن ميزانيات قليلة مغايرة لافلام النوع السائد في صالات السينما التجارية .
استحوذ عرض فيلم اصوات النجوم البعيدة على اقبال كثيف من الحضور كون المخرج شينكاي وضع فيه عصارة خبرته التقنية والبصرية اللافتة وفيه يتناول قصة حب بين اثنين على مسافة بعيدة في الفضاء الخارجي ونال عنه جوائز عديدة من بينها جائزة أفضل مشارك جديد في مهرجان طوكيو الدولي للانيميشن عام 2002 كما جالت عروضه في الكثير من المهرجانات السينمائية المتخصصة .. واشتملت العروض ايضا على فيلم شينكاي الثاني المعنون المكان الذي وعدنا به في أيامنا تلك الذي انجزه العام 2004 ضمن فريق عمل كبير وصل الى 100 شخص والحائز على جوائز في مهرجانات دولية مثل مهرجان كندا لافلام الفانتازيا بالاضافة الى جوائز عديدة في اليابان .. وكان هناك ايضا فيلمه الثالث 5 سنتيمترات في الثانية الذي يحكي قصة الناس الذين يعيشون في اليابان في الوقت المعاصر بعيدا عن اجواء الفضاء الخارجي والتقنيات الكومبيوترية التي اشتهر بتصويرها بفيلميه السابقين.. والفيلم ما زال يشاهد بدور العرض في اليابان اضافة الى حصوله حديثا على جائزة افضل فيلم انيميشن من جوائز آسيا-باسيفيك سكرين.
يشار الى ان هذه الاحتفالية المتزامنة مع عقد الورشة التدريبية طوال الاسبوع الماضي في مقر الهيئة اتاح الفرصة للمشاركين من المهتمين والعاملين في مجال الفنون المرئية على الصعيد المحلي من الاحتكاك والتعلم واكتساب الخبرة من طاقة ابداعية متمرسة بهذا الحقل الفريد .. حيث ان ثقافة الانيميشن تحظى باعتراف وتقدير متزايد في ارجاء العالم خاصة لدى اولئك الشباب الاردنيين الراغبين في خوض غمار صناعة الافلام .